:!:منتدي الهندسه الميكانيكيه®™ يرحب بزواره الكرام:!:
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

:!:منتدي الهندسه الميكانيكيه®™ يرحب بزواره الكرام:!:

هذه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الطلبة والسياسة في مصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
eng_madawi
Admin
eng_madawi


ذكر
عدد الرسائل : 35
العمر : 37
العمل/الترفيه : eng
تاريخ التسجيل : 11/07/2008

الطلبة والسياسة في مصر Empty
مُساهمةموضوع: الطلبة والسياسة في مصر   الطلبة والسياسة في مصر I_icon_minitimeالسبت 30 أغسطس 2008 - 7:18

الطلبة والسياسة في مصر









أحمد المسلماني

ماذا لو تفرغ طلابنا لجدول مظاهرات بدلا من جدول محاضرات.. السبت من أجل فلسطين والأحد من أجل لبنان والاثنين من أجل العراق والثلاثاء من أجل إيران والأربعاء من أجل السودان والخميس ما تيسر من الأسباب.. تصريحات في الفاتيكان أو رسوم في الدنمارك أو أفلام في هوليوود؟ ماذا لو وضع لنا طلاب جامعاتنا المرموقة أجندة للسياسة الخارجية ومعالم للسياسة الاقتصادية وخريطة طريق للدين والدولة؟ وماذا لو استجابت السياسة المصرية لرغبات طلابنا الذين أجملوا قضية حياتهم وحياة بلادهم في مقولة واحدة هي «الموت لأمريكا»؟ ماذا لو كان الرئيس عبدالناصر قد استجاب لمظاهرات ١٩٦٨ وأعلن الحرب في ١٩٦٩، أو كان الرئيس السادات قد استجاب لمظاهرات الطلبة التي لاحقته فور وصوله وكانت حرب أكتوبر في عام ١٩٧١ أو عام ١٩٧٢؟ ما هذا الغرور وما هذا الاستعلاء الذي أصاب الحركة الطلابية المصرية؟ < يبدو أن طلابنا قد تجاوزوا مرحلة الذكاء إلي ما بعد الذكاء أدركوا أنه لم تعد هناك أحزاب ولا نقابات، لا حكومة ولا معارضات ولا سياسة ولا اقتصاد.. ثم خرجوا بقول الشاعر: هذا الزحام لا أحد! فباتوا يمارسون التسلية، حيث لا تعليم فلتكن المظاهرات، وحيث لا معرفة فلتكن الاستعراضات، وحيث لا جامعة فلتكن التيارات والجماعات! لقد ملأ طلابنا فراغ الوطن بفارغ الكلام، لمسوا تصدع البناء التعليمي فقرروا أن يساعدوا في الانهيار، استنشقوا غبار الهدم فاستعذبوا رائحة الحطام.. تأكد طلابنا من هبوط الوطن فاختاروا التمدد علي الأطلال! * كنت ضيفا علي الأستاذ خيري رمضان في قناة أوربت ثم ضيفا علي الأستاذة مني الشاذلي في قناة دريم ثم ضيفا علي الأستاذ محمد البرغوثي في مقالته في «المصري اليوم» الذي تفضل بالاضاءة علي ما قلته في البرنامجين، وأثارت أقوالي غضبا وسخطا دفعتني لإعادة النظر فيما شرحت وأوضحت، وبعد إعادة النظر تلك أكتب اليوم راضيا مطمئنا: لا سياسة في الجامعة، ولا أحزاب في الجامعة، ولا أيديولوجيا في الجامعة، ولا مظاهرات احترافية في الجامعة، ولا قيمة لمطالب الطلبة بعودة «لائحة ٧٧» التي تسمح بالعمل السياسي في الجامعة، إن الذين ينادون بالعمل السياسي الاحترافي في الجامعة هم مغامرون لا يصلحون للبناء، أو مغرضون يستهدفون تقويض ما بقي من البناء أو مخلصون يائسون.. يفسدون ولكنهم لا يعلمون! * الأصل في الأشياء أن النقابات تعني بالمهنة والنوادي بالمتعة والأحزاب بالسياسة ورجال الأعمال بالاقتصاد والجامعات بالعلم، لكن كل الأشياء قد فارقت أصلها في مصر، لا مهنة ولا متعة ولا علم ولا مال.. باتت السياسة هي الحاضرة في كل شيء، في الثمانينيات حلت النقابات محل الأحزاب، هبط مستوي الطب وهبطت الهندسة وصناعة الدواء وبحوث العلم، وتدهورت أوضاع الأطباء والمهندسين وعموم المهنيين، فيما ازدهرت السياسة النقابية من البوسنة إلي الصومال. كانت قوافل الأطباء تجوب شوارع مقديشيو وكان المرضي يلهثون في طرقات مستشفياتنا من أجل طبيب يعالج أو ممرضة تتابع، وكانت قوافل الإغاثة من المهندسين واصلة إلي أفغانستان فيما كانت العمارات القبيحة والارتفاعات المخالفة والشوارع المهدمة والمرافق البدائية تمثل عموم الحالة في مصر، تفرغ الجميع للسياسة لكل شيء في كل مكان إلا ما هو واجب في هذا الوطن. * وفي التسعينيات لم يؤسس رجال الأعمال الحد الأدني من الصناعة ولا حد الكفاف من الاقتصاد، وراحوا يبحثون عن أدوار سياسية مقابل لثمن لم يدفعوه، ومكافأة علي انجاز لم يتم.. راح الذين لم يعملوا ما يليق يطلبون مالا يليق. وبات لدينا رجال أعمال يصارعون في مجلس الشعب ومجلس السلطة بعد أن خرجوا وأخرجوا بلادنا من حلبة الاقتصاد. * والآن.. فإن طلابنا الذين يتخرجون في الجامعات دون الحد الأدني من المعرفة باتوا هم الآخرون يرغبون في احتراف العمل السياسي وصراع علي اتحاد الطلاب كأنه مجلس الأمن، وجهاد ونضال وبطولات من أجل السلطة.. ماذا إذن لو صارع طلابنا بعد التخرج علي مواقع ومناصب لها وزن ومقدار؟ ماذا لو كان العائد بالملايين أو كان المنصب بعشرات السنين؟! * نسي طلابنا أنه من بين أفضل ٥٠٠ جامعة في العالم لا توجد جامعة مصرية، وأن التعليم في بلاد كالأردن وتونس والكويت صار أفضل من التعليم في بلادنا، وأن جامعات العالم التي كانت تقبل خريجينا باحترام باتت تستقبلهم باستعلاء وازدراء، نسي طلابنا أن مكان السياسة هي الأحزاب وأن مكان التعليم هو الجامعة.. نسي طلابنا أننا نشهد أسوأ مستويات التعليم علي مستوي العالم! * نسي طلابنا أن ماليزيا وأيرلندا وكوريا ثم الهند والصين إنما حققت تلك القفزة العملاقة بفضل التعليم والتعليم وحده، وأنه لا مستقبل بلا تعليم، وإذا كانت السياسة ستحل محل التعليم فهذا معناه أنه لا مستقبل إلا للفوضي والفشل.. سيكون لدينا المزيد من الفقر والجهل والتخلف والمزيد من الخطباء والبؤساء والقابضين علي الميكروفونات! * نسي طلابنا أن الرئيس كلينتون جاءه مساعدوه بخطة استراتيجية للتعليم تنافس خطط التعليم في اليابان، وكان عنوان الخطة «أمة في خطر» إذا كانت أمريكا التي تدير حركة العلم في العالم تصف نفسها بأنها أمة في خطر فكيف نصف أنفسنا؟! * ما الذي يجري في مصر؟ ومن هؤلاء الذين يتملقون الطلاب وينافقون الشباب ويسيرون معهم علي درب الهلاك، من هؤلاء الذين نادوا سنوات طوال بالسياسة في الجامعة كمطلب وحيد للإصلاح؟ هل نريد أن تصبح مصر كالصومال مضافا إليها حرية الرأي، هل نريد بلادنا وطنا فاشلا ولكنه يتمتع بالديمقراطية.. بوضوح لا لبس فيه.. لا سياسة في الجامعة ولا ينبغي، لا حكومة ولا معارضة.. علي النقابات والنوادي والجامعات ورجال الأعمال أن يعودوا أدراجهم.. كل حيث ينبغي أن يكون، وأما السياسة فمكانها الأحزاب.. فإذا كانت الأحزاب ميتة.. فلا تدعوا ما بقي من هذا الوطن يموت!* نقلا عن جريدة "المصري اليوم" المصرية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mech4arab.yoo7.com
 
الطلبة والسياسة في مصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
:!:منتدي الهندسه الميكانيكيه®™ يرحب بزواره الكرام:!: :: الأقســــــام العامه :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: